ال ياسين ال ياسين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يختص بكل شئ ديني
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 البحث الثالث: رؤية الله بين التنزيه والتشبيه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 46
تاريخ التسجيل : 22/02/2015

البحث الثالث: رؤية الله بين التنزيه والتشبيه Empty
مُساهمةموضوع: البحث الثالث: رؤية الله بين التنزيه والتشبيه   البحث الثالث: رؤية الله بين التنزيه والتشبيه Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 24, 2015 10:27 pm

البحث الثالث: رؤية الله بين التنزيه والتشبيه:[1][1]

مقدمة

تعتبر مسألة رؤية الله من المسائل الكلامية التي حظيت بنطاق واسع من البحث والتحقيق والأخذ والرد بين المسلمين منذ الصدر الأول للإسلام وحتى الآن، وذلك لما لها من مدخلية كبيرة في أصل قضية التوحيد من جهة، وإلحاح العقل في استيضاحها من جهة أخرى.

وهذا البحث عبارة عن محاولة لتسليط الأضواء على هذه المسألة، ورائدنا فيها هو البحث عن الحقيقة التي يثبتها العقل ويدلل عليها النقل.

وقبل أن ندخل في صميم البحث لا بد لنا من التنويه بأن مسألة الرؤية تتداخل مع مسألة التجسيم تداخلاً صميمياً، وليس بإمكاننا الفصل بين المسألتين، ولهذا فبحثنا هذا سيتناولهما معاً في آن واحد، لأجل التلازم بينهما الذي يجعل البحث في أحدهما بحثاً في الآخر.

الاتجاهات والآراء في مسألة الرؤية:

"لقد تشتت الآراء والاتجاهات في مسألة الرؤية حتى بلغت حد الإفراط، ولكن يمكن إرجاع بعض هذه الآراء إلى بعض واختصارها جميعاً في ثلاثة آراء أساسية:[2][2]

الرأي الأول: يقول بإمكانية الرؤية الحسية في الدنيا والآخرة، وهؤلاء هم المجسمة الذين جعلوا الله سبحانه وتعالى على صفة سائر مخلوقاته من حيث الجسمية، فلما جعلوه جسماً كسائر الأجسام كان من الطبيعي أن يؤمنوا برؤيته كما يحصل ذلك لأي جسم آخر، بلا فارق بين الدنيا والآخرة. والظاهر أن هذا الاتجاه قد اندحر بصورة مبكرة لمخالفته الصريحة للعقل والوجدان والكتاب والسنة، ولهذا قد لا تجد من تراثهم عيناً ولا أثر.

الرأي الثاني: أراد أن يكون في الوسط بين الأقوال، فمنع الرؤية في الدنيا وأجازها في الآخرة مع نفي الكيفية، وهذا الرأي هو رأي الجمهور المتمثل بأهل السنة والجماعة من أتباع المذاهب الأربعة الذين حاولوا التخلص من التجسيم مع الاحتفاظ بالرؤية بهذه الكيفية.

الرأي الثالث: آمن باستحالة الرؤية في الدنيا والآخرة، وهو ما عليه الإمامية والمعتزلة وآخرون.

فالأول تجسيم محض، والثالث تنزيه محض، والثاني متوسط بينها حاول أن يأخذ من كل طرفٍ طرفاً. ولأن الرأي الأول قد انقرض وولى، فلم تعد حاجة لبيان أدلته ومناقشته، ولهذا سينحصر البحث في مناقشة الرأي الثاني والثالث.





منهج البحث:

وقبل أن نخوض في المسألة وقبل مناقشة الرأي الثاني والثالث، لا بد لنا من الإشارة إلى نقطة مهمة وهي أن طريق النفي والإثبات في هذه المسألة منحصر بالعقل، وليس للنصوص الشرعية إلا دور الكاشف عن حكم العقل فيها.[3][3]

ولو فرضنا أن العقل حكم بتلازم الألوهية مع عدم الرؤية، وتلازم الجسمية والرؤية مع الأجسام المادية، في مثل هذه الحالة يكون مثل ذلك التلازم العقلي هو الدليل في إثبات عدم جواز رؤية الله، وتكون الأدلة الشرعية مؤيدة ومؤكدة له وكاشفة عنه.[4][4] ولهذا لا يصح الاستدلال بالأدلة الشرعية مستقلاً بعيداً عن حكم العقل.

أدلة الاتجاه الثاني:[5][5]

وهو الاتجاه المتبنى من قبل الأشاعرة، والذي اتبعته مذاهب المشهور، ويبتني هذا الاتجاه على التفكيك بين الرؤية والتجسيم، وبين الدنيا والآخرة، حيث قالوا بإمكانية الرؤية في الآخرة دون الدنيا بلا كيف، وبنفيهم الكيفية حاولوا أن يتخلصوا من إشكال التجسيم.

وأهمية هذا الاتجاه وما يحضى به من ثقل على صعيد علم الكلام تقتضي منا متابعته بدقة وتأنٍ خطوة خطوة، وهو سنقوم به في مرحلتين:

1. مرحلة مناقشة إمكانية التفكيك بين الرؤية والتجسيم، باعتباره الدعامة التي قامت نظرية الأشاعرة عليها، فإذا كان هذا التفكيك في حد نفسه ممكناً عقلاً سوف لا يحتاج الأشاعرة في إثبات مدعاهم إلا إلى أدلة نقلية تثبت بالكتاب والسنة أن هذا الأمر الممكن عقلاً قد أخبر القرآن الكريم عن تحققه في الآخرة.



وأما إذا كان هذا التفكيك في حد نفسه غير ممكن، وأن الرؤية تلازم الجسمية لا محالة، أصبح الاتجاه الأشعري ملحقاً بالرأي الأول و هو (التجسيم والتشبيه) وصار الاختلاف بينهما اختلاف صورياً ليس إلا.



2. مرحلة طرح أدلة الأشعرية على رؤية الله ومناقشتها، وذلك في صورة إثبات إمكانية التفكيك بين الرؤية والتجسيم في المرحلة السابقة.

المرحلة الأولى:

ونخوض في هذه المرحلة عبر الطرح السؤال التالي: هل أن الرؤية تلازم الجسمية أم لا؟

يجيب الطرفان على هذا السؤال بالإيجاب، وليس بأحد أن ينكر هذا التلازم. فكل ما هو مادي يرى بالعين، بل إن رؤيته واجبة إذا تحققت شروط الرؤية. وكل ما لا نراه إما أن يكون معدوم أو موجود غير مادي مثل الفكر والروح. فلا بد من الإقرار بالتلازم بين الرؤية والجسمية.

والمسألة عند هذه النقطة لا خلاف فيها، إنما يظهر الخلاف بين الطريفين حينما نأتي لمعرفة حقيقة التلازم بين الرؤية والجسمية، هل هو تلازم عرضي طارئ كتلازم الضحك مع الإنسان أم هو تلازم ذاتي يتصل بماهية الرؤية والجسمية، بحيث لا يمكن الانفكاك بينهما، مثل استحالة التفكيك بين الزوجية والأربعة.

حيث يؤمن الأشاعرة بأن تلازم الرؤية والجسمية من النوع الأول، وأن انفكاك الرؤية عن الجسمية من النوع الأول، وأن انفكاك الرؤية عن الجسمية ووقوعها على وجودات غير مجسمة أمر ممكن، كما هو انفكاك الضحك عن الإنسان.

ويقول الأشاعرة أن المصحح للرؤية ليس الجسمية وإنما هو الوجود، فكل ما هو موجود تمكن رؤيته، وعدم رؤيته في الدنيا ليس دليل على عدم إمكانية رؤيته في الآخرة. ومن جملة هذه الأمور رؤية الله، حيث لم يأذن الله بالرؤية في الدنيا إلا أنه قد يأذن بذلك في الآخرة، وهذا ما أكدته جملة من الروايات والأحاديث.

أقول: ذهب الإمامية إلى استحالة الرؤية على غير الأجسام، وهذا قانون ثابت يجري في الدنيا والآخرة.

ويمكن معرفة الحق في هذه المسألة من خلال تحليل عميق بين الرؤية والمرئي. فقد أثبت العلم الحديث بأن الرؤية عبارة عن شعاع ينطلق من المرأي فيخترق الشبكية فيكون سبباً في تحقق الرؤية، ولهذا يلزم من هذا أن تكون هناك مقابلة بين الرائي والمرئي، والمقابلة لا تعني إلا التحيز والجسمية.

ولذا فإن الحديث عن رؤية منفكة عن الجسمية كالحديث عن مربع بلا زوايا. والحديث عن نظام كوني في الآخرة سيشهد هذا الانفكاك هي مجرد دعوى عارية عن الدليل والبرهان.

فعندما يصل الباحث إلى أن النظرية الأشعرية في الرؤية لا تقبل الإثبات العقلي يصبح في غنى أن يخوض في الأدلة النقلية والشرعية. وبقية المناقشة يأتي الكلام فيها والحمد لله رب العالمين.








[1][1] المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام

[2]المصدر السابق، ص12- 15

[3] المصدر السابق، ص16



[4][4] المصدر السابق، ص19

[5][5] المصدر السابق، ص28
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmed1985.rigala.net
 
البحث الثالث: رؤية الله بين التنزيه والتشبيه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» البحث الرابع: رؤية الله بين التنزيه والتشبيه
» البحث الثاني: التوحيد بين التنزيه والتشبيه
» قصة ولادة رسول الله النبي محمد صلى الله عليه وأله وسلم
» البحث الخامس : التوسل
» البحث الأول : مقدمتان مهمتان للبحوث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ال ياسين ال ياسين :: دروس في العقائد :: الدرس الاول-
انتقل الى: