ال ياسين ال ياسين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يختص بكل شئ ديني
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 البحث الأول : مقدمتان مهمتان للبحوث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 46
تاريخ التسجيل : 22/02/2015

البحث الأول : مقدمتان مهمتان للبحوث Empty
مُساهمةموضوع: البحث الأول : مقدمتان مهمتان للبحوث   البحث الأول : مقدمتان مهمتان للبحوث Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 24, 2015 10:26 pm

قبل التعرض إلى طيات بحث العقائد الخلافية بين المذاهب الإسلامية، لا بد من بيان مقدمتين:

المقدمة الأولى: أهمية بحث العقائد الخلافية

إن تناول البحوث العقائد الخلافية بين المذاهب الإسلامية يعد ضروريات العلم لعامة الناس فضلاً عن طلبة العلم. وهذه الضرورة تبرز من خلال ما يلي:

أولاً: لأن الطالب حينما يقف على بحث العقائد الإسلامية بشكل مقارن مع المذاهب الإسلامية سيؤسس عقائده على أسس سليمة مبنية على الدليل والبرهان والحجة العلمية.

ثانياً: إن الدارس للبحوث العقائدية الخلافية والمقارنة بين المذاهب الإسلامية سيقف على حقانية ما ذهبت إليه الإمامية، و سيدرك بركة نور أهل البيت عليهم السلام، ومقدار الضلال الذي حل بالأمة جراء ابتعادهم عن نور أهل البيت عليهم السلام.

ثالثاُ: إن المذاهب الإسلامية اليوم أكثر من أي وقت مضى تعيش حركة علمية حوارية متدفقة، مما ولد كثير من الإشكالات وألقى بكثير من الشبهات التي لا بد من التحصن ضدها.

المقدمة الثانية: فهرست الموضوعات

لا يخفى على كل متأمل أن الفوارق العقدية بين مذهب الإمامية (أعلى الله كلمتهم) وبين ما يعرف بمذهب أهل السنة والجماعة هي فوارق واسعة تكاد تطال أغلب تفاصيل العقيدة الإسلامية، بما يشمل تفاصيل التوحيد والنبوة والإمامة. إلا أن المهم في المقام هو التعرض إلى ما كان محل تهريج وتشنيع من قبل المخالفين، مضافاً إلى ضرورة بيان ضلالاتهم وانحرافهم عن جادة الحق والصواب.

ولهذا سيقع الكلام أولاً في التوحيد وما يرتبط به من بحوث هي محل جدل وخلاف بين المسلمين. وهكذا بالنسبة إلى النبوة والإمامة، مضافاً إلى المسائل العقائدية الأخرى التي كانت محل جدل وخلاف وأخذ ورد بين المسلمين.



توحيد الله بين التنزيه والتشبيه(1)

من البحوث الهامة والخطيرة التي وقعت محل كلام وخلافاً بين المسلمين هو بحث التوحيد، وتحديداً صفات الله سبحانه وتعالى. حيث اختلفت المذاهب الإسلامية في تفسير آيات الصفات وانقسمت إلى آراء ومذاهب. حيث احتوى القرآن الكريم على مجموعة من الآيات القرآنية التي تتحدث عن صفات الله، مثل قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ)[1] [1] وقوله تعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ)[2][2] وقوله تعالى: (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)[3][3] وقوله تعالى: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ)[4] [4] وقوله تعالى: (وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)[5][5]

وغيرها من الآيات التي وقعت محل نقاش وخلاف بين المسلمين. مضافاً إلى ذلك ترسب كثير من روايات اليهود والنصارى إلى كتب المسلمين وصحاحهم، مما أوقع بعض المذاهب الإسلامية إلى القول بالتجسيم إما بالتصريح وإما بالالتزام.

والإنصاف أن العامل الرئيس الذي أوقع أهل السنة والجماعة في التخبط الكبير في تفسير صفات الله الروايات المكذوبة والموضوعة التي تسللت إلى كتبهم وصحاحهم. مضافاً إلى قولهم الجزمي بصحة كل ما جاء في الصحاح، خصوصاً صحيح البخاري ومسلم.

منهج مذهب أهل البيت عليهم السلام في آيات الصفات

لأهل عليهم السلام منهجٌ معروف في تفسير هذه الآيات، يعتمد على ركيزة أساسية وهي التنزيه وجعل الأساس في تنزيه الله الآيات المحكمة، فتأول الآيات المتشابهة من خلال الآيات المحكمة. بل أن الوارد في الروايات أن توحيده تمييزه عن خلقه، فالله سبحانه ليس بجسم ولا صورة، وهو منزه عن صفات المخلوقين من الجسمية والمحدودية والتحيز والزمان والمكان والعلو. ولهذا لا يمكن أن تفسر هذه الآيات حسب ما يظهر منها أبداً.

ويمكن أن نذكر في ذلك جملة من الروايات:

1. عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز و جل: (يوم يكشف عن ساق) قال: كشف إزاره عن ساقه، ويده الأخرى على رأسه فقال: سبحان ربي الأعلى.[6][6]

2. عن أبي حمزة، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قول الله عز وجل (كل شئ هالك إلا وجهه)؟ قال: فيهلك كل شيء ويبقي الوجه، إن الله عز وجل أعظم من أن يوصف بالوجه، ولكن معناه كل شيء هالك إلا دينه والوجه الذي يؤتى منه. [7][7]



3. عن عبد الله بن قيس عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: (بل يداه مبسوطتان) فقلت: له يدان هكذا، وأشرت بيدي إلى يده، فقال: لا، لو كان هكذا لكان مخلوقا.[8][8]

بل إن كل روايات أهل البيت عليهم السلام في التوحيد، مضافاً إلى الأدعية الواردة عنهم عليهم السلام كلها تلهج بتسبيح الله وتنزيهه.

أقوال بقية المذاهب الإسلامية في آيات الصفات

أما بقية المذاهب الإسلامية فقد انقسموا إلى عدة آراء وأقوال، منها:[9][9]

المذهب الأول: مذهب التأويل الذي يوافق مذهب أهل البيت تقريباً، ويجعل الأساس في تنزيه الله تعالى الآيات المحكمة في التوحيد مثل قوله تعالى: ليس كمثله شئ، لا تدركه الأبصار. ويقول بتأويل كل نص يظهر منه التشبيه أو الرؤية بالعين، لينسجم مع حكم العقل وبقية الآيات والأحاديث.

والظاهر أن المتأولين هم أكثرية علماء إخواننا السنة من مجموع القدماء والمتأخرين، ومنهم عامة الفلاسفة والمعتزلة.

المذهب الثاني: مذهب التفويض وتحريم التأويل، ومعناه الإمتناع عن تفسير آيات الصفات وأحاديثها بل تفويض معناها إلى الله تعالى، وتحريم الكلام في معانيها مطلقاً، وهو مذهب كثير من قدامى الرواة والمحدثين، وقليل من المتأخرين.

المذهب الثالث: مذهب تفسيرها بالمعنى اللغوي الظاهر، أي بالمعنى الحسي، والقول بأن الله تعالى له يد ووجه ورجل وجنب بالمعنى اللغوي الحسي، وهو مذهب اليهود والنصارى، وهو المذهب الذي تبنى نشره في المسلمين كعب الأحبار ووهب بن منبه ومن وافقهم من الصحابة، ثم صار المذهب الرسمي الذي تعصب له الأمويون، ثم صار مذهب من الحنابلة وقليل من الأشاعرة، ثم حاول إحياءه ابن تيمية والوهابيون، وألصقوه بالسلف وأهل السنة.

المذهب الأول: مذهب المتأولين

"احتج المتأولون وهم أكثرية العلماء بأن من الطبيعي في كل لغة أن نفسر ألفاظها بمعانيها المناسبة، فنحمل اللفظ على معناه الحقيقي إلا إذا منع منه مانع لفظي أو عقلي فنحمله على معناه المجازي، حسب أصول التخاطب التي يعرفها أهل الخبرة بتلك اللغة .

وقد امتازت اللغة العربية على غيرها من اللغات بفصاحتها وبلاغتها لأنها استعملت أساليب متنوعة في التعبير منها: المجاز، والكناية، والإستعارة، والتشبيه... إلخ.

وعلى هذا الأساس تعامل الصحابة ومن عاصرهم مع ألفاظ القرآن الكريم والحديث الشريف، وفهموا النصوص التي يخالف ظاهرها تنزيه الله تعالى بأنها تعابير مجازية من تشبيه المعقول بالمحسوس لتقريب صفاته تعالى وأفعاله إلى أذهان البشر، وحكموا بأن ظاهرها الحسي غير مراد، فيجب تأويلها بالمعاني المجازية، فعندما يقول سبحانه: إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم، فلا يقصد باليد عضو اليد ولا شيئاً لله تعالى شبيهاً به، بل يقصد أن الله تعالى هو طرف المبايعة وقدرته وهيمنته وجلاله أعلى من المبايعين". [10][10]

القاضي عياض ينقل إجماع المسلمين على التأويل

ابن تيمية يدعي أنه يجب عدم تأويل النصوص بل ينبغي حملها على ظاهرها. بل إن ابن تيمية ادعى بأن منهج السلف هو الحمل على الظاهر وعدم التأويل. وهاهنا نقل كلمات جملة من علمائهم المتقدمين الواضحة والصريحة في أن تأويل آيات الصفات هو محل إجماع عند المسلمين.

قال القاضي عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء ليست على ظاهرها، بل متأولة عند جميعهم.[11][11]

وقال النووي: هذا الحديث من أحاديث الصفات وفيه مذهبان وإن مذهب أكثر المتكلمين وجماعات من السلف أنها تتأول على ما يليق بحسب مواطنها، فتأول مالك بن أنس معناه: تتنزل رحمته وأمره أو ملائكته.[12][12]

وقال: إن أول ما يجب على المؤمن أن يعتقد تنزيه الله تعالى عن مشابهة خلقه، واعتقاد غير ذلك مخل بالإيمان، واتفق العلماء من أئمة المسلمين قاطبة على أن ما ورد من الكتاب والسنة في ظاهره يوهم تشبيه الله تعالى ببعض خلقه يجب الإيمان بأن ظاهره غير مراد، ولا يصح وصف الله تعالى بما يفيده هذا الظاهر من عمومه[13][13].

أما الوهابية فيرون بأن تأويل الصفات هو ضلال وإلحاد، ولهذا يجب عليهم أن يحكموا بضلال كل من تأول من علماء السنة ممن ذكرنا وممن لم نذكر، من المتقدمين ومن المتأخرين.




[1][1] سورة الأعراف، 54

[2][2] سورة القصص، 88

[3][3] سورة الفتح، 10

[4][4] سورة القلم، 42

[5][5] سورة الزمر، 67

[6][6] توحيد الصدوق

[7][7] توحيد الصدوق

[8][8] توحيد الصدوق

[9][9] الوهابية والتوحيد، ص 32سماحة الشيخ علي الكوراني

[10][10] المصدر السابق، ص34

[11][11] النووي في شرح مسلم مجلد 3 جزء 5 ص 24

[12][12] جامع الأحاديث القدسية من الصحاح، ج1، ص74

[13][13] المصدر السابق، ج1، ص160
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmed1985.rigala.net
 
البحث الأول : مقدمتان مهمتان للبحوث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» البحث الخامس : التوسل
» البحث الثاني: التوحيد بين التنزيه والتشبيه
» البحث الثالث: رؤية الله بين التنزيه والتشبيه
» البحث الرابع: رؤية الله بين التنزيه والتشبيه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ال ياسين ال ياسين :: دروس في العقائد :: الدرس الاول-
انتقل الى: