ال ياسين ال ياسين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يختص بكل شئ ديني
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 البحث الرابع: رؤية الله بين التنزيه والتشبيه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 46
تاريخ التسجيل : 22/02/2015

البحث الرابع: رؤية الله بين التنزيه والتشبيه Empty
مُساهمةموضوع: البحث الرابع: رؤية الله بين التنزيه والتشبيه   البحث الرابع: رؤية الله بين التنزيه والتشبيه Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 24, 2015 10:30 pm

الرابع: رؤية الله بين التنزيه والتشبيه
البحث الرابع: رؤية الله بين التنزيه والتشبيه - القسم الثاني

تقديم

كان الكلام فيما تقدم في بحث رؤية الله بين التنزيه والتشبيه. وقد تقدمت الإشارة إلى أن المسلمين قد انقسموا في بحث رؤية الله إلى آراء متعددة يمكن إيجازها في ثلاثة أقوال. القول الأول؛ ويمثله المجسمة، وقد ذهبوا إلى إمكانية رؤية الله في الدنيا والآخرة، ولا كلام لنا معهم. أما القول الثاني؛ فيمثله الأشاعرة والجمهور من أهل السنة، وقد ذهبوا إلى رؤية الله في الآخرة. أما القول الثالث، فيمثله الإمامية والمعتزلة، حيث ذهبوا إلى تعذر الرؤية في الدنيا والآخرة.

وكان الكلام مع القول الثاني، الذي اختاره أهل السنة والجماعة من إمكانية رؤية الله. وقلنا بأن الكلام معهم على مرحلتين: المرحلة الأولى: مرحلة إمكانية التفكيك العقلي بين الرؤية والجسمية. وقد انتهينا إلى تعذر التفكيك بينهما. أما المرحلة الثانية: فهي مناقشة ما تمسكوا به من أدلة.

المرحلة الثانية:

"استدل الأشاعرة على وقوع رؤية الله سبحانه وتعالى في الآخرة من قبل المؤمنين بمجموعة من الآيات:

1. قوله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها* إلى ربها ناظرة)

2. قوله تعالى: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)

3. قوله تعالى: (لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد)

4. قوله تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين* الذين يظنوا أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون)

هذه هي جملة الآيات التي استدل بها الأشاعرة على أن المؤمنين سيرون الله سبحانه وتعالى في الآخرة، وقد كانت معركة للآراء بينهم وبين أهل التنزيه المحض"[1][1]. وهنا نقول: أن حجة الأشاعرة من هذه الآيات تتم فيما لو أنها تدل على وقوع الرؤية دلالة حتمية بنحو لا يحتمل وجهاً آخر ودلالة أخرى، بينما لا يحتاج مخالفوهم في إثبات مطلوبهم ونقض استدلالهم إلا إلى بيان وجه محتمل في هذه الآيات يخالف الرؤية. [2][2] وقد قيل: إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال.

ولهذا يمكننا أن نوجز النقاش بين الطرفين، لأن الأشاعرة مهما تمسكوا بهذه الآيات، فإنهم ليس بوسعهم الإدعاء بأن هذه الآيات لا تقبل معنى آخر غير الرؤية البصرية. وغاية ما يمكنهم الإدعاء به هو أن الرؤية البصرية هي الاحتمال الراجح في هذه الآيات، وهذا بحد ذاته لا يكفي لإثبات الرؤية البصرية ولا يعني أنهم أقاموا الدليل القرآني عليها لوجود عدة احتمالات معارضة له.[3][3]

مناقشة دلالة الآية الأولى على الرؤية

وكيف ما كان سيقع الكلام منا في مناقشة دلالة الآية الأولى على الرؤية، لكونها أقوى ما يمكن التمسك به على المدعى. قال تعالى: (كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الاْخِرَةَ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذ بَاسِرَةٌ * تَظنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ)[4][4]

"يقول الشارح القوشجي في شرحه لتجريد الاعتقاد : إنّ النظر إذا كان بمعنى الانتظار يستعمل بغير صلة ويُقال انتظرته ، وإذا كان بمعنى التفكّر يستعمل بلفظة «في» ، وإذا كان بمعنى الرأفة يستعمل بلفظة «اللام» ، وإذا كان بمعنى الرؤية استعمل بلفظة «إلى» ، فيحمل على الرؤية.

http://www.imamsadeq.org/book/sub3/royah/blank.gifأقول : لقد طال الجدال حول ما هو المقصود من النظر في الآية ، بين مثبتي الرؤية ونافيها ، ولو أتينا بأقوالهم لطال بنا المقام ، فإنّ المثبتين يُركّزون على أنّ (الناظرة) بمعنى الرؤية ، كما أنّ نافيها يفسّرونها بمعنى الانتظار ، مع أنّ تسليم كونه بمعنى الرؤية غير مؤثّر في إثبات مدّعيها كما سيظهر ، والحقّ عدم دلالتها على جواز رؤية الله بتاتاً ، وذلك لأمرين :

http://www.imamsadeq.org/book/sub3/royah/blank.gifالأول : أنّه سبحانه استخدم كلمة «وجوه» لا «عيون» ، فقسم الوجوه إلى قسمين : وجوه ناضرة ، ووجوه باسرة ، ونسب النظر إلى الوجوه لا العيون ، فلو كان المراد هو الرؤية لكان المتعيّن استخدام العيون بدل الوجوه ، والعجب أنّ المستدلّ غفل عن هذه النكتة التي تحدّد معنى الآية وتخرجها عن الإبهام والتردّد بين المعنيين ، وأنت لا تجد في الأدب العربي القديم ولا الحديث مورداً نسب فيه النظر إلى الوجوه وأُريد منه الرؤية بالعيون والأبصار ، بل كلما أُريد منه الرؤية نُسب إليهما .

الثاني : لا نشكّ أنّ «الناظرة» في قوله )إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ( بمعنى الرائية ، ونحن نوافق المثبتين بأنّ النظر إذا استعمل مع «إلى» يكون بمعنى الرؤية ، لكن الّذي يجب أن نُلفت إليه نظر المستدلّ هو أنـّه ربما يكون المعنى اللغوي ذريعة لتفهيم معنى كنائي ، ويكون هو المقصود بالأصالة لا المدلول اللغوي.

فلو قلنا : زيد كثير الرماد، كان الغرض من المعنى اللغوي لقولنا هذا هو الإشارة إلى معنى كنائي، وهو جود زيد وكثرة إطعامه. فإذا قال الرجل : زيد كثير الرماد ، فلا نقول : إنّ القائل أخبرنا عن كثرة الرماد في بيت زيد الذي يعدّ أوساخاً ملوثة لبيته ، فيكون قد ذمّه دون أن يمدحه ، بل يجب علينا أن نقول : بأنّه أخبر عن جوده وسخائه، وهذه هي القاعدة الكلية في تفسير كلمات الفصحاء والبلغاء .

ثم إنه يمكن توضيح معنى الآية وبيان مفادها ورفع ما فيها من إبهام من خلال الالتفات إلى الآية التي تقابلها. فنقول: إنّ هناك مقابلة بين الآيات، وهي كما يلي :

1. (كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةِ)) يقابلها : ((وَتَذَرُونَ الاْخِرَة)

2. (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَاضِرَةٌ)) يقابلها : ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذ بَاسِرَة)

3. )إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)) يقابلها) : (تَظنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ)

http://www.imamsadeq.org/book/sub3/royah/blank.gifفلا شك أنّ الآيات الأربع الاُول واضحة لا خفاء فيها ، وإنّما الإبهام وموضع النقاش هو الشقّ الأوّل من التقابل الثالث ، فهل المراد منها الرؤية البصرية ، أو أنّها كناية عن انتظار الرحمة؟ والّذي يعيّن أحد المعنيين هو الشقّ الثاني من التقابل الثالث ، أعني) : تَظنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ) فهو صريح في أنّ أصحاب الوجوه الباسرة ينتظرون العذاب الكاسر لظهرهم ، ويظنّون نزوله . وهذا الظن لا ينفكّ عن الانتظار ، فكلّ ظانّ لنزول العذاب منتظر ، فيكون قرينة على أنّ أصحاب الوجوه المشرقة ينظرون إلى ربّهم ، أي يرجون رحمته ، وهذا ليس تصرّفاً في الآيات ولا تأويلا لها ، وإنّما هو رفع الإبهام عن الآية بالآية المقابلة لها ، وترى ذلك التقابل والانسجام في آيات أُخرى ، حيث أنّ الجميع سبيكة واحدة .

http://www.imamsadeq.org/book/sub3/royah/blank.gifويدلّ على ذلك أنّ كثيراً ما تستخدم العرب النظر بالوجوه في انتظار الرحمة أو العذاب ، وإليك بعض ما ورد في ذلك :

وجوهٌ ناظرات يومَ بدر * إلى الرحمنِ يأتي بالفلاحِ

http://www.imamsadeq.org/book/sub3/royah/blank.gifفلا نشكّ أنّ قوله : وجوهٌ ناظرات بمعنى رائيات ، ولكن النظر إلى الرحمن هو كناية عن انتظار النصر والفتح .

إنّي إليك لما وعدتَ لناظرٌ * نظرَ الفقيرِ إلى الغني الموسرِ

http://www.imamsadeq.org/book/sub3/royah/blank.gifفلا ريب أنّ اللفظين في الشعر وإن كانا بمعنى الرؤية، ولكن نظر الفقير إلى الغني ليس بمعنى النظر بالعين، بل الصبر والانتظار حتّى يعينه"[5][5]

الاتجاه الثالث

والاتجاه الثالث في المسألة هو ما آمن به الإمامية والزيدية والمعتزلة من استحالة رؤية الله سبحانه وتعالى، واستدلوا على ذلك بالعقل والنقل.

الأدلة العقلية

استدل على استحالة رؤية الله سبحانه وتعالى بأمور كثيرة لا تعدو أن تكون وجوه وتقريرات لأمر واحد، هو تلازم الرؤية والجسمية تلازماً ذاتياً لا يقبل الانفكاك.[6][6] ولا شك أنه إذا بطل اللازم(أي الجسمية) بطل الملزوم( أي الرؤية).

ولتقرير ذلك يمكن أن نقول: "إن الرؤية البصرية لا تقع إلا ما على يكون في جهة ومكان مقابل الرائي، وأن كل مرئي بجارحة العين يشار له بحدقتها، والإشارة لا تقع إلا على ما يكون جسماً، وأن الرؤية البصرية تستلزم شعاعاً يتوسط بين الرائي والمرئي وهو من خواص الأجسام، وأن الرؤية إما أن تقع على الله سبحانه وتعالى كله، وأما أنها تقع على بعضه، فإن وقعت عليه كله كان محصوراً في حدود دارت الرؤية من حولها، وإن وقعت على بعضه كان متكوناً من أجزاء يحتاج إليه في وجوده، وكلا الاحتمالين مما يتناسب مع التجسيم، ولا يتناسب مع التنزيه".[7][7]

الأدلة النقلية:

"قلنا أن الأصل في المسألة هي الأدلة العقلية، لأن الأدلة النقلية والنصوص الشرعية لا يمكن أن تشير إلى أمر مستحيل، ولا بد لها أن تشير إلى أمر ممكن، والعقل هو الذي يحكم بكون الشيء ممكناً أو مستحيلاً، فإذا حكم العقل باستحالة اجتماع النقيضين مثلاً فمن غير المعقول أن نجد في الكتاب والسنة ما يشير إلى إمكانية اجتماعهما، ولو قيل بوجود ذلك فلا بد من البحث عن وجوه من الكناية والمجاز يقصدهما الكتاب والسنة غير المعنى الظاهري"[8] [8].

وفي المقام مجموعة من الآيات القرآنية التي تصرح بنفي الرؤية:

منها قوله تعالى: ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)

وفي هذا المقام يقول سماحة السيد عبد الحسين شرف الدين: إن الإدراك متى قرن بالبصر لا يفهم منه إلا الرؤية بالعين، كما أنه إذا قرن بآلة السمع، فقيل أدركته بأذني، لا يفهم منه إلا السماع. وكذلك إذا أضيف إلى كل واحدة من الحواس أفاد ما تلك الحاسة آلة فيه. فقولهم أدركته بفمي معناه وجدت طعمه. وأدركته بأنفي معناه وجدت رائحته. وقد دلت هذه الآية على أنه سبحانه وتعالى قد تعالى على جميع الموجودات بمجموع هذين الأمرين اللذين اشتملت عليهما الآية الكريمة، لأن من الأشياء ما يَرى ويُرى كالأحياء من الناس، ومنها ما يُرى ولا يَرى كالجمادات والأعراض المرئية، ومنها ما لا يَرى ولا يُرى كالأعراض التي لا ترى، فالله تعالى خالقها جميعها وتعالى عليها، وتفرد بأن يَرى ولا يُرى وتمدح بمجموع الأمرين كما تمدح بقوله (وهو يطعم ولا يطعم) وقوله : (يجير ولا يجار عليه).

وحسبنا من التعليق على هذه الآية ما أخرجه العياشي بسنده المتصل أن الفضل بن سهل ذا الرئاستين سأل الإمام أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام أخبرني عما اختلف فيه الناس من الرؤية، فقال من وصف الله بخلاف ما وصف به نفسه فقد أعظم الفرية على الله تعالى( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) ثم قال: لا تقع عليه الأوهام ولا يدرك كيف هو.

وقد روى شيخنا الأقدم محمد بن يعقوب الكليني وشيخنا الصدوق محمد بن علي بن بابويه- رحمهما الله- بإسنادهما الصحيح عن الصادق عليه السلام أنه سئل عما يروون من الرؤية، فقال: الشمس جزء من سبعين جزء من نور الكرسي، والكرسي جزء من سبعين جزء من نور العرش، والعرش جزء من سبعين جزء من نور الحجاب، والحجاب جزء من سبعين جزء من نور الستر، فإن كانوا صادقين فليملأوا أعينهم من نور الشمس ليس دونها حجاب. والروايات في ذلك أكثر من أن تحصى، والحمد لله مبتدى ومنتهى.




[1][1] رؤية الله بين التنزيه والتشبيه، ص47

[2][2] رؤية الله بين التنزيه والتشبيه ص47

[3][3] رؤية الله بين التنزيه والتشبيه، ص48-49 ،المجمع العالمي لأهل البيت

[4][4] سورة القيامة، 20-25

[5][5] رؤية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل، ص 70-75 لسماحة آية الله الشيخ جعفر السبحاني، بتصرّف.

[6][6] رؤية الله بين التنزيه والتشبيه، ص55

[7][7] المصدر السابق، ص56

[8][8] المصدر السابق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmed1985.rigala.net
 
البحث الرابع: رؤية الله بين التنزيه والتشبيه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» البحث الثالث: رؤية الله بين التنزيه والتشبيه
» البحث الثاني: التوحيد بين التنزيه والتشبيه
» قصة ولادة رسول الله النبي محمد صلى الله عليه وأله وسلم
» البحث الخامس : التوسل
» البحث الأول : مقدمتان مهمتان للبحوث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ال ياسين ال ياسين :: دروس في العقائد :: الدرس الاول-
انتقل الى: